بقلم / بشري العدلي محمد
إن اللغة العربية في وقتنا الحاضر تدعو للبحث والتدقيق ‘فهناك ضعف واضح في لغتنا العربية وخصوصا في مدارسنا وجامعاتنا حتى الكليات المتخصصة في دراسة اللغة نجد أخطاء كثيرة في الكتابة والقراءة حتى لدى المتخصصين في دراسة اللغة وهي ظاهرة غريبة بدأت ترتسم ملامحها في مدارسنا وهي ضعف الطلاب في اللغة العربية.
إن المتأمل في وضع الطفل العربي وهو في سن السابعة أمر يثير الدهشة ‘فحصيلة مفرداته في هذا السن حوالي 3000 كلمة عامية ‘ بينما حصيلة الطالب الأجنبي في نفس السن 16000 كلمة من لغته. وهنا يتضح الفارق الواضح بين نظام التعليم في وطننا العربي وبين الغرب. لقد عرف الغرب أن سبب قوة المسلم في لغته وحفظه للقرآن الكريم ‘وقد أدركوا أن حصيلة مفردات الطفل المسلم مما يحفظه من القرآن الكريم والشعر والأحاديث هي 50000 كلمة فحاولوا إبعاد الطفل عن حفظ القرآن بأية وسيلة ممكنة وخصوصا بالألعاب المختلفة وإنشاء المدارس الحديثة وتعليم مناهج سخيفة تعتمد على الموسيقى واللعب لتدمير أطفالنا وشبابنا الذين هم عصب الأمة وسر تقدمها ونهضتها’ لقد نجح الغرب في زرع عقدة النقص في عقولنا بأن لغتنا غير قادرة على فهم واستيعاب مستحدثات العصر وهذا غير صحيح لأن المتأمل في لغتنا يجد أنها لغة المترادفات الغنية التي تستطيع مجاراة كل ماهو جديد في عالمنا’ فعقدة النقص هذه التي يعانيها الكثيرون من المثقفين شعوريا أو لا شعوريا إزاء الثقافات الأجنبية أدت بالتالي إلى عدم الثقة في القدرات الأدائية للغة العربية ويترتب على ذلك الميل إلى استخدام التراكيب الأجنبية بدل العربية ‘وإقحام الكلمات أو العبارات الأجنبية بمناسبة أو غير مناسبة ‘ والبعض يلجأ لهذا الأسلوب متوهما بعدم وجود مقابلات دقيقة في اللغة العربية لما ينقله عن اللغات الأجنبية.
إننا في حاجة لوقفة مع النفس للحفاظ على لغتنا العربية وكفانا كلاما وشعارات بدعوى تطوير اللغة ‘ علينا العودة إلى تحفيظ أبنائنا القرآن الكريم وإعداد المعلمين إعدادا حسنا وخصوصا للمرحلة الابتدائية لأنها الأساس الأول في تصقيل الطفل.
إن اللغة العربية كائن حي قابل للنماء و التطور لذا ينبغي أن نمتلك برامج تعليمية حديثة متطورة تستجيب إلى حاجات الناس في تعلم اللغة العربية ،و كذلك ضرورة المرونة في قبول المفردات و التراكيب الجديدة ، و أن يقوم المسؤولون عن اللغة بالتحديث المستمر للمعاجم العربية الحديثة ، و الحرص على تطويرها بما يجعلها سهلة الاستخدام و ميسرة بالنسبة إلى من يحتاج إليها تضيف الجديد إلى القديم.
وعلينا أيضا أن نوسع آفاق الترجمة في مجالاتها المختلفة حتى تمد اللغة العربية بالثراء والغناء في مفردات جديدة و ألفاظ جديدة وخاصة أننا نعيش في عصر سريع الإيقاع.
في هذا المقال أردت أن أسلط الضوء على ما يحدث في أجهزتنا الإعلامية و الأدبية من الوقوع في أخطاء اللغة، فهناك حرب اللهجات أيضا التي دخلتها الفضائيات، لا سيما أن هناك ضعفا واضحا في الأداء اللغوي بالفصحى سواء أكان ذلك في مخارج الحروف أم النطق السليم و السلامة اللغوية. فلغتنا العربية في حاجة إلى التكاتف و الترابط فيما بيننا لنحميها وحتى تعود لنا هويتنا العربية كما كانت في السابق.